استضافت الإعلاميّة دالية مزهر، ضمن برنامج “على الموعد” في قناة مريم، الدكتور حاتم علامي رئيس مجلس إدارة الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم (MUBS) ورئيس مجلس أمناء المعهد الثقافي التربوي للتنمية والبحث (CEIDR)، لمناقشة كتابه الجديد:
“نقطة ضوء: العصر الرقمي ومستقبل القيادة والهوية”
استهلّ الدكتور علامي النقاش بالإشارة إلى التحدّيات التي يواجهها الشرق الأوسط بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، وهي برأيه تحدّيات متسارعة وعميقة الأثر، تطلّب تفكّرًا دقيقًا. ورأى أنّه، على المؤسّسات التعليميّة والبحثيّة أن تدرك أهميّة هذه القضايا وأن تتحمّل مسؤوليّة الإجابة عن الإشكاليّات التي تطرحها. وشدّد، في هذا الإطار، على ضرورة القيام بقراءة ذاتيّة على ضوء التطوّرات العالميّة.
وفي شرحه لعنوان كتابه، أوضح الدكتور علامي أن نقطة ضوء، بمعناها العام، هي فرصة لتعزيز الحسّ النقدي المتمثّل بكسر الحواجز والقيود التي سيطرت على الفكر العربي والشرق أوسطي. هي ليست فرصة رقميّة فحسب، بل هي بحث تشترك فيه مكوّنات العالم وكينوناته حول مصير المستقبل، أي حول العالم الرقمي وكيفيّة التعامل الواعي مع الكم الهائل من الاختراعات، مع إمكانيّة تجاوز الأسس السوسيولوجيّة والسياسيّة والفلسفيّة التي حكمت الواقع العربي.
ثم أشار إلى مصطلحين بغاية الأهميّة هما: القيادة والهويّة. القيادة، من حيث دراسة واقع المجتمع والبحث عن القيادة القادرة على التعامل مع العصر الرقمي الجديد. أمّا في مسألة الهويّة، فاعتبر علامي أنها بحاجة إلى إعادة قراءة و إلى التخّلي عن الأحكام التقليديّة التي تحدّد الهويّة بشكل ميكانيكي، في وقت تشكّلت أنماط جديدة للهويّة، كالهويّة المركّبة والهويّة المتخيّلة… وأكّد على ضرورة التمييز بين الهويّة والانتماء.
حاول الدكتور علامي تلخيص مضمون كتابه بثلاث محاور أساسيّة:
1- التغيير العميق الذي طرأ على المجتمع فحوّله من مجتمع واقعي إلى مجتمع شبكي يساهم في توسيع نطاق العلاقات.
2- الانتقال من الثقافة التقليديّة إلى الثقافة الرقميّة التي تشكّل ثورة معرفيّة تؤسّس لوعي جديد.
3- السلطة والقيادة والهويّة، ودور الخوارزميّات في تكوين العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
ثم شرح أننا نعيش في عصر هجين بين الزعامة التقليديّة والكاريزما الرقميّة الجديدة. هناك نماذج أدركت قواعد اللعبة الرقميّة وأجادت التواصل من خلال المراقبة الدقيقة والرسائل المشفّرة في التوقيت المناسب مستشهدًا بأمثلة عالميّة: “لقد أصبحت الخوارزميّات جزءًا أساسيًّا من الحملات الانتخابيّة، بما في ذلك الحملات الرئاسيّة في فرنسا وأمريكا، حيث تُوجّه الرسائل بما يتناسب مع مزاج الجمهور”. اعتبر الدكتور علامي أن الأمر انسحب على العالم العربي خاصة مع ثورات الربيع العربي وما شهدته من استغلال لمواقع التواصل الاجتماعي بهدف الاستعلام عن مطالب الشعوب وتطلّعاتها. فالتحليل الناتج عن الخوارزميّات ساعد السلطات على القيام بأمرين جوهريين: إعطاء المواطن ما يحاكي مشاعره أوّلًا والتحكم بمصيره ثانيًا.
واختتم الدكتور علامي حديثه بدعوة إلى إدخال الفلسفة والتفكير النقدي في التعليم، فقال: “الاختبار الحقيقي هو في تعميق الوعي، خصوصاً في ميدان التعليم، لنُعدّ جيلًا جديدًا قادرًا على التفاعل الإيجابي، وفق ضوابط أخلاقيّة”. كما شدّد على أهميّة العدالة الرقميّة: “ما ينقصنا هو العدالة، بما في ذلك العدالة الرقميّة”.
لمشاهدة المقابلة الكاملة: https://youtu.be/FsR1jIDVl1g?si=dBC0nzIX6Ax5qrln
03789287
info@ceidr.net
MUBS بدارو, منطقة سامي الصلح
www.ceidr.net